بسم الله الرحمن الرحيم
توكلت على الله
معناها...
كلمة يقولها كثير من الناس في كل صباح .
ويقولونها في مناسبات كثيرة ولكن قليل من يفقه معناها ، وقليل من هذا القليل الذي يطبقها ويحولها من ألفاظ ومعان إلى واقعه الذي يحياه بينه وبين نفسه وبينه وبين الله وبينه وبين الناس .
فالتوكل هو تفويض الله بكل أمر من أمورك ، وهو الثقة بالله والإيمان بقدرته وقوته وعلمه .
فهو إذن الإعتماد الكامل على الله سبحانه ومحصلة ذلك هو الإيمان العملي ببعض أسماء الله وصفاته .
لذلك قال الإمام ابن القيم ( التوكل نصف الدين والنصف الثاني الإنابة فإن الدين عبادة وإستعانة فالتوكل هو الإستعانة, والإنابة هي العبادة ) فاستعانتك بالله إقرار بضعفك وبجهلك وإيمان بعلم الله وقدرته فتخضع له وتطلب منه العون وتحبه وكل ذلك من معاني العبادة .
يا ليتنا معهم...
هنيئا للمطبق لهذا المعنى الإيماني الكبير ( التوكل ) في كل جزئية من حياته , فإن البشارات تأتيه تترى :
أولها : رجاء أن يكون من السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب كما جاء في الصحيحين والذين جاء من صفاتهم ( وعلى ربهم يتوكلون ) .
ثانيها : أن يزداد تعرفه بالله سبحانه وتعالى من خلال تطبيقه العملي لأسمائه وصفاته ( كالقادر والرازق , المحيي , المميت ) فيزداد قربا منه .
ثالثها : ترك الشرك . وترك الإلتفات لغير الله فيزداد بذلك عزة .
رابعها : يزداد رضا بما يقدر الله , وهو الإستسلام الكامل القلبي لله سبحانه وتعالى .
خامسها : يزال من قلبه كل أثر للخوف من المخلوق , الذين قيل لهم ( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) .
سادسها : زيادة الهداية والوقاية من كل شر والكفاية من كل حاجة , وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قال - يعني إذا خرج من بيته - ( بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا إلا بالله ) يقال له : هديت وكفيت ووفيت وتنحى عنه الشيطان ) أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وغيرهم وزاد أبو داود فيقول : يعني الشيطان لشيطان آخر : ( كيف لك برجل قد هُدي وكفي ووقي )